في مقابلة حديثة مع قناة i24، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "في مهمة تاريخية وروحية" لتحقيق "إسرائيل الكبرى".
وتشير الكاتبة رامونا وادي إلى أنّ هذه التصريحات تأتي بينما لا يزال المجتمع الدولي متمسّكاً بالحديث عن حل الدولتين، في وقت أعربت فيه جامعة الدول العربية عن رفضها لـ"النزعات العدوانية والتوسعية" لإسرائيل.
وسط هذه المواقف، يظل الصوت الفلسطيني مغيباً.
موقع ميدل إيست مونيتور يوضح أن فكرة "إسرائيل الكبرى" ليست جديدة؛ إذ جسّدها الفكر الصهيوني المبكر حتى قبل نكبة 1948، ضمن رؤية استعمارية شاملة.
يستغل نتنياهو اللحظة الراهنة ليذكّر العالم بحقيقة المشروع الصهيوني، لكن هذا الموقف لا يُعد مفاجئاً.
فقد أقرّ المجتمع الدولي خطة التقسيم عام 1947 رغم معرفته بالمشروع، ومنح الشرعية لجرائم النكبة عبر الاعتراف بإسرائيل ككيان استيطاني على أرض فلسطينية جرى تطهيرها عرقياً.
كما قيد حق عودة اللاجئين بما يخدم خطط التوسع الإسرائيلية، وأجبر الفلسطينيين على الاكتفاء بالمساعدات الإنسانية دون حقوق سياسية.
ويشير المقال إلى أنّ إسرائيل صاغت روايتها بعناية لكنها لم تُخف أهدافها.
خلال الفترة التي تراجع فيها الحديث عن حل الدولتين، تفاخر نتنياهو بأن فلسطين لم تعد أولوية في العلاقات الدبلوماسية، وأن التطبيع مع إسرائيل لم يعد مشروطاً بالقضية الفلسطينية.
لو أراد المجتمع الدولي القضاء على الاستعمار لكان تدخّل قبل 1947، لكن القوى الاستعمارية السابقة استثمرت في قوة استعمارية جديدة، ارتكبت إبادة جماعية على مدى نحو عامين بذريعة القضاء على حماس.
وفي الوقت الذي يكشف فيه نتنياهو بوضوح مشروعه، يواصل المجتمع الدولي التركيز على المساعدات وحل الدولتين، متجاهلاً الحقوق السياسية للفلسطينيين.
ويطرح المقال تساؤلات حول استعداد المجتمع الدولي للاعتراف بتواطئه في الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والتوسع والإبادة منذ تبنيه للفكر الصهيوني.
كما ينتقد استمرار الرهان على المساعدات الإنسانية التي خدمت إسرائيل أكثر مما خدمت الفلسطينيين، وعلى حل الدولتين الذي مهّد الطريق للإبادة في غزة وإعلان "إسرائيل الكبرى".
ويرى المقال أن المجتمع الدولي حصر تعاطيه بما يخدم علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، من التركيز على حماس والمساعدات وحل الدولتين، إلى غضّ الطرف عن التهجير القسري.
هذا التفكيك المقصود للمشهد مكّن إسرائيل من التدرج نحو إعلان مشروعها الاستعماري النهائي، والذي يتطلب تطهيراً عرقياً واسع النطاق.
الإبادة تحقق هذا الشرط، بينما يختار المجتمع الدولي إدانة جوانب محدودة منها، مثل المجاعة، متجاهلاً القتل المباشر بالقصف.
ويخلص المقال إلى أنّ انتقاء المجتمع الدولي ما يدينه وما يتجاهله في الإبادة، يشبه انتقائيته السابقة في إدانة بعض ممارسات الاستعمار الاستيطاني دون تبعات حقيقية، وأن ادعاء الجهل الآن يزيد من حجم النفاق.
https://www.middleeastmonitor.com/20250814-who-enabled-the-process-of-greater-israel/